في ظهيرة يوم هادئ، كانت ميمي تلعب مع شقيقها عون في غرفة الجلوس. قرّرا بناء قلعة من المكعبات، وكانت لعبة ميمي المفضّلة – دميتها الصغيرة – هي الحارسة عند بوابة القلعة.
قالت ميمي بحماس:
“لا تنسَ! هذه دميتي، لا أحد يلمسها إلا أنا!”
ضحك عون وقال: “حسناً، يا حارسة القلعة الشجاعة.”
لكن أثناء اللعب، تحرّك عون بسرعة دون قصد، فدفع الدمية فسقطت وانكسرت يدها.
صرخت ميمي:
“ماذا فعلت! لقد كسرتها!”
شعرت بالغضب الشديد، فرفعت بيدها أحد المكعبات ورمته على الأرض بقوة، فتكسّر أيضًا.
ثم جلست في زاوية الغرفة تبكي.
دخلت الأم مسرعة، ونظرت إلى ميمي بحنان.
قالت: “ما الأمر يا ميمي؟ لماذا كل هذا الغضب؟”
ردّت ميمي بصوت مرتجف:
“لقد كسر عون لعبتي… وأنا أحبها كثيراً…”
جلست الأم بجانبها، وربتت على كتفها بلطف.
قالت: “أفهم حزنك يا صغيرتي، ولكن هل ساعدك الغضب؟ أم زاد الأمر سوءًا؟”
سكتت ميمي قليلاً، ثم قالت: “أعتقد أنه زاد الأمر سوءًا… أنا كسرت مكعباتي أيضاً.”
اقترب عون منها وقال:
“أنا آسف يا ميمي، لم أكن أقصد. هل أسامحك وتسامحيني؟”
نظرت إليه ميمي وابتسمت: “نعم… وأنا آسفة لأني غضبت هكذا.”
قالت الأم:
“أن تشعري بالغضب أمر طبيعي، لكن المهم أن نتعلّم كيف نهدأ ونتحدث. في المرة القادمة، خذي نفساً عميقاً، عُدي حتى عشرة، ثم قولي ما يزعجك.”
هزّت ميمي رأسها وقالت:
“حسناً ماما، سأتدرّب على ذلك.”
ثم قام الجميع بمحاولة إصلاح الدمية، واستكملوا اللعب بسعادة… ولكن هذه المرة، بلُطف وهدوء.