فِي يَوْمِ الجُمْعَةِ، بَعْدَ الغَدَاءِ، قَالَتِ الأُمُّ:
“مِيمِي، عَوْن، مَا رَأْيُكُمَا أَنْ تُسَاعِدَانِي فِي أَعْمَالِ البَيْتِ؟ اليَوْمَ سَنُنَظِّفُ المَطْبَخَ وَنَفْرِزُ الغَسِيلَ.”
قَالَتْ مِيمِي وَهِيَ تَفْرُكُ يَدَيْهَا:
“سَأُرَتِّبُ الأَطْبَاقَ وَأَمْسَحُ الطَّاوِلَةَ!”
وَقَالَ عَوْنٌ بِحَمَاسٍ:
“أَنَا سَأُفْرِزُ المَلَابِسَ! الأَبْيَضُ مَعَ الأَبْيَضِ، وَالأَلْوَانُ مَعَ بَعْضِهَا.”
اِبْتَدَأُوا العَمَلَ بِفَرَحٍ. كَانَتْ الأُمُّ تُوَجِّهُهُمَا بِلُطْفٍ وَتُعَلِّمُهُمَا أَسَاسِيَّاتِ النَّظَافَةِ وَالتَّرْتِيبِ.
فِي المَطْبَخِ، غَسَلَتْ مِيمِي الأَطْبَاقَ الصَّغِيرَةَ، ثُمَّ مَسَحَتِ الطَّاوِلَةَ بِقِطْعَةِ قُمَاشٍ نَاعِمَةٍ.
وَفِي غُرْفَةِ الغَسِيلِ، فَرَزَ عَوْنٌ المَلَابِسَ بِدِقَّةٍ، وَسَأَلَ:
“مَاذَا أَفْعَلُ بِالْجَوَارِبِ المُلَوَّنَةِ؟“
ضَحِكَتِ الأُمُّ وَقَالَتْ:
“ضَعْهَا مَعَ الأَلْوَانِ، يَا بَطَلِي!”
بَعْدَ أَنْ أَنْهَوْا العَمَلَ، جَلَسُوا سَوِيًّا يَتَنَاوَلُونَ البِسْكُوتَ وَالعَصِيرَ.
قَالَتْ مِيمِي:
“لَمْ أَتَوَقَّعْ أَنَّ مُسَاعَدَةَ أُمِّنَا سَتَكُونُ مُمْتِعَةً هَذِهِ الدَّرَجَةَ!”
وَقَالَ عَوْنٌ:
“وَشَعَرْتُ أَنِّي أَكْبَرُ وَأَكْثَرُ مَسْؤُولِيَّةً.”
قَالَتِ الأُمُّ وَهِيَ تَبْتَسِمُ:
“مَا قُمْتُمَا بِهِ اليَوْمَ يُسَاعِدُنِي، وَيُسَاعِدُكُمَا أَنْتُمَا فِي المُسْتَقْبَلِ. التَّرْتِيبُ وَالمُتَابَعَةُ عَادَاتٌ تُسَهِّلُ الحَيَاةَ وَتُرَتِّبُ الأَفْكَارَ.”
فَنَظَرَ الأَطْفَالُ إِلَى بَعْضِهِمَا وَقَالَا:
“سَنُسَاعِدُكِ كُلَّ أُسْبُوعٍ يَا أُمِّي!”